عاجل

خطبة الجمعة القادمة 8 أبريل 2022م : الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصوم ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 8 أبريل 2022م : الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصوم ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ: 7 رمضان 1443هـ – الموافق 8 أبريل 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 أبريل 2022م ، للدكتور محروس حفظي : الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصوم.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 أبريل 2022م ، للدكتور محروس حفظي : الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصوم، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 أبريل 2022م ، للدكتور محروس حفظي : الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصوم ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

عناصر خطبة الجمعة القادمة: الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصوم ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:

(1) مراقبةُ اللهِ في السرِّ والعلنِ.

(2) تغييرُ النفسِ والسلوكِ إلى الأفضلِ والأحسنِ.

(3) تربيةُ المسلمِ على الإحساسِ بالآخرينَ ومواساتِهِم .

(4) التدريبُ على الصبرِ، وضبطِ النفسِ.

(5) الصومُ يفيدُ الصحةَ العامةَ ويجددُ الطاقةَ والحيويةَ للجسمِ.

(6) التدريبُ على الدقَّةِ والنظامِ واحترامِ المواعيدِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصوم للدكتور محروس حفظي : كما يلي:

 

خطبةٌ بعنوان «الجوانبُ الإيمانيةُ والأخلاقيةُ في الصومِ» ، بتاريخ 7 رمضان 1443 هـ = الموافق 8 أبريل 2022 م

الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمَّا بعدُ ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

(1) مراقبةُ اللهِ في السرِّ والعلنِ.

لقد شُرِعَ الصيامُ لمقاصدَ عاليةٍ، وأحكامٍ ساميةٍ، حيثُ لم يقِفْ الشارعُ الحكيمُ عندَ مظاهرِ الصومِ مِن الامتناعِ عن شهوتيِ البطنِ والفرجِ فحسب ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً﴾، بل عمِدَ إلى سمُوِّ الروحِ، ورُقِيِّ النفسِ وحفظِهَا، وتزكيةِ الجوارِحِ والصعودِ بهَا مِن الدَّركِ الماديِّ إلى آفاقِ السموِّ الروحِي، لينعمَ الصائمُ بصفاتِ أهلِ البرِّ والإحسانِ، ويسعدَ بالفوزِ بالجنانِ، والدخولِ مِن بابِ الريانِ، والنظرِ إلى الرحمنِ، ومرافقةِ سيدِ الأنامِ، وجماعُ مقاصدِ الصومِ أشارَ إليهَا ربُّنَا في قولِهِ تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ فتحقيقُ تقوىَ اللهِ ومراقبتِهِ في السرِّ والعلانيةِ هي الغايةُ الأساسيةُ التي انطوىَ عليها فرضيةُ الصومِ، إذ المسلمُ يتركُ شهوتَهُ وطعامَهُ وشرابَهُ مِن أجلِ خالقهِ وهو سرٌّ لا يطَّلعُ عليهِ سواه، والعبادُ قد يطَّلعونَ منهُ على تركِ المفطراتِ الظاهرةِ، وأمَّا كونُهُ تركَ ذلك مِن أجلِ معبودهِ، فهو أمرٌ لا يطَّلعُ عليه بشرٌ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ، بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ اللَّهُ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي» (ابن حبان)، ولذا يجبُ أنْ تكونَ حاضرةً مع المسلمِ مطبقةً في حياتهِ ومع أهلِ بيتهِ وجيرانهِ وفي عملهِ وتجارتهِ، وقد خصَّ جبريلُ عليه السلامُ مقامَ المراقبةِ بالسؤالِ في حديثهِ الطويلِ بعدَ سؤالهِ عن الإسلامِ والإيمانِ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولُ اللهِ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكِتَابِهِ، وَلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ، وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ»، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» (متفق عليه) .

فما أحوجَ واقعُنَا المعاصرُ إلى تلكَ المراقبةِ التي توقظُ الضميرَ الإنسانيَّ، وتبعثُ في النفسِ الاستجابةَ للنداءِ الربانيِّ فلا يقدمُ المسلمُ على عملٍ إلّا وهو مستشعرٌ أنَّ اللهَ مطلعٌ عليه يرىَ عملَهُ، ويعلمُ ما تكنهُ نفسهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» (الترمذي وحسنه) .

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

(2) تغييرُ النفسِ والسلوكِ إلى الأفضلِ والأحسنِ.

ومِن الجوانبِ الإيمانيةِ التي تبعثُهَا مدرسةُ الصيامِ أنَّهُ فرصةٌ للتغيرِ إلى الأفضلِ والأحسنِ، فمَن كان مفرطًا أو مقصرًا في طاعةٍ فعليهِ أنْ يستدركَ ما فاتَهُ، إذ العبادةُ في هذا الشهرِ الكريمِ ليسَ كغيرهِ مِن الأشهرِ فعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ» (ابن خزيمة)، ومَن كان على استقامةٍ فليستكثرْ، ويسألْ اللهَ الثباتَ والدوامَ، أمّا أنْ ينقضِي رمضانُ والمسلمُ على حالهِ كمَا كان قبلَهُ فهو على خطرٍ عظيمٍ، وعليه أنْ يقفَ مع نفسهِ وقفةً يراجعُ فيها حساباتَهُ، ويلملمُ أوراقَهُ قبلَ أنْ يأتيَ عليهِ وقتٌ يندمُ على ما فرطَ وقصَّرَ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

(3) تربيةُ المسلمِ على الإحساسِ بالآخرينَ ومواساتِهِم .

ومِن الجوانبِ الأخلاقيةِ التي انطوىَ عليها الصيامُ إحلالُ قيمِ التكافلِ الاجتماعيِّ بينَ أبناءِ المجتمعِ، حتى يُدركَ الأغنياءُ ما يعانيهِ إخوانُهُم الفقراءُ والمحرمون الذين يذوقُون ويلاتَ الفقرِ، ومرارةَ الحِرمانِ، وألمَ الجوعِ طولَ العامِ، فيوجبُ ذلك تنبيهًا وحَثًّا لهم على مواساتِهِم والإحسانِ إليهم، وَقَدْ «رُوِيَ أَنَّ يُوسُفَ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – قِيلَ لَهُ: أَتَجُوعُ وَبِيَدِك خَزَائِنُ الْأَرْضِ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ أَشْبَعَ فَأَنْسَى الْجِيَاعَ» (الموطأ)، ورحمَ اللهُ الإمامَ القسطلانِي حينَ كتبَ: «وإنَّمَا يجدُ ذوقَ التعبِ مَن نازلَهُ، ويعرفُ قدرَ الضررِ مَن واصلَهُ، وفي مثلِ ذلك» قِيلَ:

                لَا يَعْرِفُ الشَّوْقَ إِلَّا مَنْ يُكَابِدُهُ … وَلَا الصَّبَابَةَ إِلَّا مَنْ يُعَانِيهَا

                لَا تَعْذِلِ الْمُشْتَاقَ فِي أَشْوَاقِهِ … حَتَّى تَكُونَ حَشَاكَ فِي أَحْشَائِهِ

 ولهذا حثَّ نبيُّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم على التكافلِ والبذلِ والعطاءِ بين الجميعِ دونَ تمييزٍ مِن أجلِ إدخالِ الفرحِ والسرورِ على الآخرين، وليس في رمضانَ فحسب فعَنِ النُّعْمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (مسلم)، بهذا يصبحُ المجتمعُ قويًّا متماسكًا صامدًا لا تزعزعُهُ الفتنُ ولا تخلخلُهُ الأزماتُ ولا تؤثرُ فيه الضرباتُ التي توجَّهُ لهُ مِن هنَا أو هناك.

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة

(4) التدريبُ على الصبرِ، وضبطِ النفسِ.

ومِن أهمِّ الجوانبِ الأخلاقيةِ التي اشتملَ عليها الصومُ تزكيةُ النفسِ وتعويدُهَا على الصبرِ فللصومِ تأثيرٌ كبيرٌ في دفعِ الشهواتِ، وكسرِ حدَّتِهَا، ولذا وصَّى بهِ نبيُّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم الشبابَ الذي لا يجدُ مؤونةَ الزواجِ فعَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» (متفق عليه)، ويقولُ الإمامُ ابنُ الهُمامِ -أحدُ فقهاءِ الحنفيةِ- في فوائدِ الصومِ: «شَرَعَهُ سُبْحَانَهُ لِفَوَائِدَ أَعْظَمُهَا: سُكُونَ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ، وَكَسْرَ سَوْرَتِهَا فِي الْفُضُولِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِجَمِيعِ الْجَوَارِحِ مِنْ الْعَيْنِ وَاللِّسَانِ وَالْأُذُنِ وَالْفَرْجِ، فَإِنَّ بِهِ تَضْعُفُ حَرَكَتُهَا فِي مَحْسُوسَاتِهَا، وَلِذَا قِيلَ: إذَا جَاعَتْ النَّفْسُ شَبِعَتْ جَمِيعُ الْأَعْضَاءِ وَإِذَا شَبِعَتْ جَاعَتْ كُلُّهَا أ.ه» (فتح القدير) .

إنَّ الصيامَ يدربُ المسلمَ على الصبرِ، وضبطِ النفسِ عن النظرِ أو التطلعِ إلى الحرامِ أو التكلمِ بمَا لا يُرضِي اللهُ فهو أشبهُ بالساترِ الذي يقِي صاحبَهُ مِمَّا يضرُّهُ ويؤذِيِه فعن أبِي هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«قَالَ اللهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَسْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» (متفق عليه)، فالصومُ قد اشتملَ على أنواعِ الصبرِ الثلاث: الصبرُ على الطاعةِ وعلى المعصيةِ وعلى قدرِ اللهِ المتمثلِ في الجوعِ والعطشِ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ» (أحمد)، ولذا كان حظُّ الذي يُرخِي لنفسِه العنانَ، ويطلقُ لنظرهِ وجوارحهِ اللجامَ فتتناولُ ما حرمَ اللهُ أنَّهُ ليس مِن صيامهِ إلا الجوعُ والعطشُ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ» (أحمد بسند حسن) .

العنصر الخامس من خطبة الجمعة القادمة

(5) الصومُ يفيدُ الصحةَ العامةَ ويجددُ الطاقةَ والحيويةَ للجسمِ.

ومِن الجوانبِ الإيمانيةِ التي تبعثُ الطمأنينةَ في نفسِ المؤمنِ أنَّ العلمَ الحديثَ أثبتَ أنَّ الصيامَ يحفظُ الصِّحَّةَ العامةَ للجسمِ، وينشطُ مزاجَ الإنسانِ، حيثُ يعطِي إجازةً للجهازِ الهضمِي يستريحُ فيها مِن الامتلاءِ والتفريغِ فيحصلُ لهُ استجمامٌ وراحةٌ يستعيدُ بها قوتَهّ ووظيفتَهُ، ولا شكَّ أنَّ المعدةَ بيتُ الداءِ، والحميةَ رأسُ الدواءِ، كما قال طبيبُ العربِ الحارثُ بنُ كلدة، فالصومُ يقِي مِن أمراضِ المعدةِ، وزيادةِ الوزنِ والدهونِ، والضغطِ، والسُّكريِ، والتهابِ المفاصلِ، ولذا فإنَّ بقراطَ الملقبُ بأبِي الطبِّ اليونانِي قد استعملَ الصومَ كعلاجٍ خلالَ الأيامِ الأولَى مِن المرضِ، وكان يصفُ أنواعًا مختلفةً مِن الصومِ تتناسبُ مع المرضِ الذي يصابُ بهِ الشخصُ، وقد أجريتْ عدَّةُ تجاربٍ على بعضِ الطلابِ أثبتتْ أنَّ الصومَ يزيدُ في قدرةِ هؤلاءِ الطلابِ الذكائيةِ والفكريةِ، ويجعلُهُم أكثرَ قدرةً على استيعابِ دروسهِم وحفظِهَا؛ لأنَّ الصومَ يتيحُ للجسمِ أنْ يطرحَ كلَّ السمومِ المتراكمةِ، فيصبحُ الدمُّ نقيًّا، ويتغذَّى به الدماغُ بطريقةٍ أفضل، يقولُ الدكتورُ (نيكولاي): «إنَّه مِن المهمِّ أنْ نطلبَ مِن المريضِ أنْ يصومَ ويخسرَ بعضًا مِن وزنهِ مِن أجلِ أنْ يحصلَ على الشفاءِ التامِّ، خيرٌ مِن أن، نملأَ بطنَهُ بالعقاقيرِ والأدويةِ وجميعِ أنواعِ الغذاءِ»، بل إنَّ الدكتورَ (وولف بايير) الألمانِي وضعَ كتابًا عنوانُهَ: (العلاجُ بالصومِ علاجُ المعجزاتِ)، «وأكَّد أنَّ الصومَ هو الواسطةُ الأكثرُ فعاليةً مِن أجلِ القضاءِ على كلِّ الأمراضِ، وساوَى أهميةَ الصومِ بأهميةِ الجراحةِ»، ولا ريبَّ أنَّ ذلك يوضحُ عظمةَ الخالقِ سبحانَهُ في أنَّه ما شرعَ لنَا إلا ما فيهِ الخيرُ والنفعُ وقفنَا على حكمةِ ذلك أم جهلنَا الوصولَ إلى موطنِ القصدِ.

العنصر السادس من خطبة الجمعة القادمة

(6) التدريبُ على الدقَّةِ والنظامِ واحترامِ المواعيدِ.

ومن أعظمِ الجوانبِ الأخلاقيةِ للصومِ أنَّهُ يدربُ المسلمَ على الدقَّةِ والنظامِ واحترامِ المواعيدِ، فالمسلمونَ يمسكونَ عن الطعامِ والشرابِ والشهوةِ في وقتٍ واحدٍ – حسبَ التوقيتِ – ويفطرونَ في ميعادٍ واحدٍ بلا تقديمٍ أو تأخيرٍ، وهذا مِن شأنهِ أنْ يربِي المسلمَ على الدقةِ والالتزامِ واحترامِ العهودِ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤَذِّنَانِ بِلَالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَّا أَنْ يَنْزِلَ هَذَا وَيَرْقَى هَذَا» (مسلم) , فتأملْ والتزمْ .

نسألُ اللهَ أنْ يجعلَ بلدنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمناً أماناً، سلماً سلاماً وسائرَ بلادِ العالمين، وأنْ يوفقَ ولاةَ أُمورِنَا لما فيه نفعُ البلادِ والعبادِ .

كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »